تلمّت بيه العباد من كل بلاصة عطشانين باش يسمعو تعليمو اللّي يرد الروح. طلع في الجبل وبدا بكلمة “طوبى” ومعنتها صحّة ليهم.
رجال الدين مستانسين كي يعملو خطاب دين يبداو كلامهم بالقوانين والشريعة والاوامر والترهيب أما السيد المسيح ابدا شريعتو، شريعة المحبة بكلمة “طوبى”. مبداش بالوصايا والتوعّد اما بكلمة مزيانة تعطي أمل وراحة. على خاطرو هوما ماجاش باش يعطي موت أما حياة. قال السيد المسيح:
وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. الانجيل: يوحنا10: 10
تكلّم على الناس اللي “طوباهم” وصحّة ليهم على خاطر لقاو المفاتح متع السعادة. مش السعادة الوهمية اللي تفني أما السعادة الحقيقية. غيّر مفهوم السعادة عند البشر واعطى أمل وفرح عند التعبانين والمرزنين. عطا مبادئ روحية جديدة راسخة في العالم لليوم واعطى شريعة جديدة تحرّر من كل قيود.
7 تطويبات تكلّم فيها السيد المسيح على ناس متروكين مكروهين تاعبين ومرفوضين من المجتمع ومن رجال الدين وقتها اما هو قاللهم صحة ليكم على خاطر كسبتو مفتاح السعادة الحقيقية
صحّة ليهم المساكن بالروح:
طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِٱلرُّوحِ، لِأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ الانجيل: متى5: 3
هذا عكس المنطق البشري والكلام اللي تعودنا نسمعوه. الناس تقول صحة ليهم الناس الغنيا اللي عندهم كل شيء وأما السيد المسيح قال صحة ليهم المساكن بالروح وزاد قال اللي عندهم ملكوت السماء. وعد عظيم ليهم.
المسكين بالروح معناها المتواضع. التواضع هو وقت اللي نعرف اللي كل اللي مواهبي وممتلكاتي هي الكلها تجي من نعمة ربي. اني نكون مسكين بالروح يعني اني نكون فارغ من الانا متاعي ونخلّي كلمة الله هي اللي تملاني.
التواضع يعطيني استقبال لكلمة الله وسلام داخلي ووقتها نخلّي ربي يصلّح فيّا ويطهرني بحسب مشيئتو. المتواضع فيسع يتوب لربي وقت اللي يخطي من غير ما يلوج مبرّرات وفيسع يطلب السماح وقت اللي يغلط في حق شخص ووقتها ينجم يحافظ على سلامو مع ربي والناس. التكبّر هو أكبر عائق في علاقتنا مع الله. وهو اللي يعطي الغضب وحب الانتقام هذاكا علاش ربي ديما يوصّينا بالتواضع:
قَاوِمُ ٱللهُ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا ٱلْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً يعقوب4: 6
صحّة ليهم الحزانى
طُوبَى لِلْحَزَانَى، لِأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. الانجيل: متى5: 4
اللي يعيش في تواضع ومحبة لربي وللوصايا متاعو باش يكون كل الوقت يحب يعيش في طهارة وقداسة. حزن المؤمن مختلف. ماهوش حزن على حاجات مادية. اما حزنو يكون على الناس اللي ضايعة واللي متعرفش الحقيقة وعايشين في الظلام وحزنو يكون اول ما يغلط والا يذنب تلقاه يجري لربي باش يتوب في دموع ويطلب المعونة متع الله باش يتدخّل ويعطيه قوة وقدرة انو يكمّل. المؤمن كي يحزن ما يجريش للعباد باش يريحوه ولا يواسيوه أما هو اتكالو بالكامل على ربي اللي وعدو انو باش يعطيه تعزيات كبيرة.
الحزن هذا يعطي صلاة قوية وتوبة من القلب وحب للاخر وقدرة باش يتغيّر هذاكا علاش الكتاب المقدّس قال انو الحزن هذا يعطي حياة مش موت:
لِأَنَّ ٱلْحُزْنَ ٱلَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلَاصٍ بِلَا نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ ٱلْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتًا. كورنثوس الثانية 7: 9
صحّة ليهم الودعاء
طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لِأَنَّهُمْ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ الانجيل متى5: 5
يورثو الارض؟ مستانسين نعرفو انو اللي يمتلك ويورث هوما اصحاب النفوذ اللي يسيطرو على بلدان واراضي. يوسعو املاكم ويزيدو في ثروتهم… مش هذوما اللي يورثو الارض؟
المسيح جاب منطق اخر يقول اللي الودعاء هو اللي يورثو الارض. الطيب والوديع المحب حتى قدّام اللي يكرهوه. الشخص هذا عندو قدرة على ضبط نفسو والتحكم في ردود افعالو. الشخص هذا ماهوش ضعيف ماعندوش شخصية بالعكس هو قوي على الاخر على خاطر ينجم يحافظ على سلامو وراحتو الداخلية ومحبتو ولطفو ووداعتو رغم كل الظروف والناس اللي دايرين بيه.تتصوّر هذا ساهل؟ فمّا حتى شكون يقول هذا مستحيل. صحيح هذا مستحيل لو انت وحدك أما الحاجة الباهية انو قدوتنا، السيد المسيح، من صفاتو الوداعة ووصّانا نتعلمو منّو.
” تَعَلَّمُوا مِنِّي، لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ ٱلْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ” الانجيل: متى11: 29
منطق مختلف على العالم وفكر جديد ثوري يغيّر المفاهيم اللي متعودين عليها.
صحّة ليهم الجوعانين والعطشانين
طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَٱلْعِطَاشِ إِلَى ٱلْبِرِّ، لِأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. الانجيل: متى5: 6
نجوعو ونعطشو كل يوم اما للماكلة والشرب وقد ما ناكلو ونشربو باش نعاودو نجوعو مرة اخرى. المشكل متاع الانسان انو اكثر اهتمامو انو يشبّع كرشو وينسى انو يشبّع ويروي روحو.
الجوع والعطش اللي حكا عليهم السيد المسيح مختلفين على خاطرهم جوع وعطش للبر، لكلمة الله وتطبيقها في حياتنا. جوع وعطش اني نعيش ونتغذى ونتروى بكلمة ربي اللي تعطي حياة مستمرّة. الالتصاق بكلمة ربي واتباع المسيح في حياتنا يخلّيونا نشبعو بطريقة مختلفة، الشبع والارتواء الروحي اللي مايفناش ويعوّضنا على كل رغبات ارضية.
السيد المسيح قال:
«إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. 38مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ ٱلْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». الانجيل: يوحنا7: 38
صحّة ليهم الرحماء
طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لِأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ الانجيل: متى5: 7
برشا يخمّمو انو اعمال الرحمة هي وسيلة نجّم نربح بيها حسنات تدخّلني للجنة والا تكونلي اعمال صالحة تفيدني في اخرتي. اعمال الرحمة اكيد حاجة باهية اما لو هي مهيش نابعة من قلب رحيم ماليها حتى فايدة. تنجّم تعمل الخير في كل بلاصة تمشيلها جست على خاطر عندك النفوذ والا الفلوس اللي يخليوك تعمل هكا والا على خاطرك تلوّج على رضا الناس عليك وكلامهم الباهي عليك. الاعمال هذي عند ربي ماليها حتى فايدة على خاطر قلبك ماهوش منبعها.
الرحيم ماهوش الغني وصاحب النفوذ والرحمة ماهيش مساعدة مادية اكاهو. الرحمة هي نتيجة المحبة للاخر مهما كان تخرج من قلبنا مش من جيوبنا.
صحّة ليهم اللي قلبهم صافي وبسيط
طُوبَى للأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، فَإِنَّهُمْ سَيَرَوْنَ الله الانجيل: متى5: 8
في منطق العالم، الناس تخمّم انو رجال الدين والناس اللي متعمقة في معرفة الدين ودراستو هوما الاجدر انهم تكون علاقتهم مع الله قوية ويضمنو حياة الجنة. اما المنطق اللّي جابو المسيح انو الشرط الاساسي هو نقاء القلب. فمّا نقاء برّاني تشوفو بعينك. يبدا الواحد قدّامك تقول عليه ملاك في كلامو وغزرتو ومعاملاتو ومعرفتو على ربي. اما النقاء هذا مش ديما صحيح وساعات يغشنا على خاطر الاهم منو هو نقاء القلب والحاجة هذي ربي هو القادر انو يميزها ويعرفها.
لما يكون القلب نقي يخلّي الافعال والكلام والتصرفات متع الشخص نقيّة أما العكس ماهوش صحيح.
صحّة ليهم صانعي السلام
طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، فَإِنَّهُمْ سَيُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللهِ. الانجيل: متى5: 9
صانع السلام ماهوش اللّي عايش في سلام اكاهو اما زادا اللّي يصنع السلام في العلاقات والناس اللي دايرة بيه. بالطبيعة فاقد الشيء لا يعطيه. هذاكا علاش الواحد محتاج يتملا بالسلام من رئيس السلام (تعرّف على شكون رئيس السلام من هوني) ووقتها يفيض بالسلام على كل اللي دايرين بيه
صحّة ليهم المطرودين
طُوبَى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ الْحَقِّ، فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 11طُوبَى لَكُمْ مَتَى أَهَانَكُمُ النَّاسُ وَاضْطَهَدُوكُمْ، وَقَالُوا عَلَيْكُمْ مِنْ أَجْلِي كُلَّ سُوءٍ كَاذِبِينَ. 12افْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، فَإِنَّ مُكَافَأَتَكُمْ فِي السَّمَاوَاتِ عَظِيمَةٌ. فَإِنَّهُمْ هَكَذَا اضْطَهَدُوا الأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُمْ! الانجيل: متى5: 10-12
السيد المسيح يعرف انو المؤمنين بيه باش يترفضو من الناس ويضطهدوهم وممكن حتى يقتلوهم. وهذا صار من اول ما طلع للسماء مع تلاميذو اللي تقريبا الكلهم ماتوا واتقتلو وهوما يشهدو على المسيح الى يومنا هذا. لليوما مازالو برشا مؤمنين يعانيو الاضطهاد والرفض من مجتمعات وناس وحتى من اقرب الناس ليهم عايلاتهم.
يا ما كمسيحيين نسمعو سب وشتم واهانات. ياما تقال علينا كلام غالط واتهامات واهية… أما هذا ميخليناش نفقدو سلامنا ولا فرحنا في ربي على خاطر هو قالنا ووعدنا ببركات سماوية وسلام ميدركوش العقل.
هذا باش السيد المسيح بدا الوعظة متاعو، تطويبات قلبت المفاهيم، مسكين الروح هو غني الملكوت والحزين متعزّي والجوعان للبر هو الشبعان والرحيم هو اللي يترحم وبسيط القلب هو الفهيم وصانع السلام هو ولد الملك والمطرود من الناس هو صاحب للوطن الثابت.
لو عندك سؤال او استفسار اكتبلنا في الفاسبوك وفما شكون يتواصل معاك