بقلم الصديق مهدي
إن الأنبياء الكذبة سواء كانو أشخاصآ خارجين أو افكارآ داخلية يشكلون دائمآ خطرآ على شعب الله وفي سفر حزقيال الاصحاح 13 يظهر الله غضبه على هؤلاء الذين يعلنون بفخر عن رسائل و نبوات منسوبة الى الله و لكنه في الواقع ليست منه .
مكتوب في الكتاب المقدس في سفر الامثال
“فِي اللِّسَانِ حَيَاةٌ أَوْ مَوْتٌ، وَالْمُوْلَعُونَ بِاسْتِخْدَامِهِ يَتَحَمَّلُونَ الْعَوَاقِبَ” امثال18: 21
كثير من المؤمنين لا يعرفون هذه الحقيقة وهى ان فى كلماتهم التى يتفوهون بها قوة اما للحياة او للموت. فنجد ان معظم المؤمنين يعيشون حياة الهزيمة لانهم يؤمنون ويتكلمون بطريقة خطا. يتكلمون كلمات العدو التى تضعهم فى الاسر.
“إِنْ وَقَعْتَ فِي فَخِّ أَقْوَالِ فَمِكَ، وَعَلِقْتَ بِكَلاَمِ شَفَتَيْكَ،”. امثال6: 2
الكلمات المملؤة بالايمان ترفع حياتك عاليا. اما الكلمات المملؤة بالخوف والشك تهزمك.
لاحظ دائما كلماتك التى تخرج من فمك او التي تسمعها وتصدّقها والتى تنطق بها. الكلمات هى اناء اما ان تمتلئ بالايمان او تمتلئ بالخوف والشك
و نتيجة لهذه الأكاذيب بنى بنو اسرائيل حياتهم من جدران ضعيفة متقلقلة بيضاء من الخارج و لكن السوس ينخر فيها من الداخل . و بينما يمتدح الانبياء الكذبة الشعب على هذا البناء الذي يبدو جميلا الا ان الله لا يزال ينبه الناس الى خطر العواصف الوشيكة التي سوف تزيل الدهان الابيض الخارجي و تقوض جدرانهم الهشة .
و مرار و تكرارآ رأيت ان الكثير من الأنبياء الكذبة الذين تكلموا باندفاع و عدم حكمة بكلمات لم تخرج أبدا من فم الله و هكذا يمارسون التأثير في سامعيهم و حثهم إما بخبث او عن دون قصد ان يبنو حولهم اسوارا من الخوف و الشك و قد يكون ذلك حتى بأسم الله .
في حياتنا اليومية نعترض الكثير من النبوات الكاذبة على حياتنا واحيانا نصدقها ونعيش بها ولكنها كذبة من ابليس على حياتنا لهدف أن يدمّرنا بها. واحيانا يستخدم ابليس كلمات من أقرب الناس لنا من أجل التأثير فينا. وسنستعرض اليوم بعض الكذبات التي تطلق على حياتنا هي الطرق التي يستخدمها ابليس من خلالها ليخدعنآ؟
الوالدان
إن اول نبوة كاذبة في حياتنا قد تأتي من والدينا . و حتى افضل الوالدين قد يسئون للأسف . فلا يتكلمون بحقه و لا يسيرون في طرقه . و بسبب الازمة الحالية الناشئة عن الفشل في تربية الاطفال . و في اطار من تعاليم الكتاب المقدس فأن الحاجة الى اعادة النظر في التنشئة الأبوية اصبح امرا ضروريآ جدا .
فعلى سبيل المثال ؛ اعتدات مريم ان تسمع امها مرارا و تكرارا تقول لها 《 انت طفلة شريرة و سيئة ! ان الله يكرهك ! 》 فلا عجب ان كبرت مريم و هي تعاني الاكتئاب العميق لسنوات فقد صدقت هذه الكذبة الفظيعة عن الله و عن نفسها .
وفي حالة اخرى حاول احد الاباء حث ابنه على المزيد من الاهتمام بدروسه فكان يهاجمه بأستمرار قائلا له عبارات مثل 《 انت غبي . و انت حالة ميئوس منها ! 》و عندما كبر هذا الولد و اصبح في الثلاثنيات من عمره . كان يصف باكيا كيف عاش بالفعل الصفات التي كان يصفه بها ابوه فترك المدرسة الثانوية و تعاطى المخدرات و الكحوليات ليهدئ الاصوات التي تصرخ داخله مرددا ماقاله ابوه من ادانة و اتهام و تحقير . ان الكلمات السلبية ادت الى فقد ثقته بنفسه على مدى السنين . بينما كان يمكنه ان يتخرج من الجامعة اذ كانت نسبة ذكائه فوق المتوسط .
عندما يتحدث الوالدين عن قدرات و مهارات اطفالهم و شكلهم و مستقبلهم فإن الاطفال دائما ما يقتنعون بما يقوله والديهم حرفيا فأن الاب و الأم هما أهم الاشخاص في حياتهم .ان الكثيرين من الاباء و الامهات لا يلاحظون انهم القدوة العظمى بنسبة لأطفالهم. و ان اطفالهم يأخذون كلماتهم معتبرين انها الحق النهائي . و هكذا فإن العبارات القاسية و الخاطئة هذه يمكن ان تعوق النمو النفسي للطفل و تحرمه من الحياة الطبيعية .
المدرسون
ان بوسع المدرسين اذا أرادوا ان يصيبو نفوس الاطفال بجروح عميقة من خلال الاتهمات الكاذبة او التعامل معهم بظلم و إجحاف. و ان بعض المدرسين يتهاونون مع الطلبة أو يدفعونهم احيانا الى تصرفات غير سليمة كالغش و التزوير نظير بعض المال .
الأصدقاء
اننا نعيش في عصر غزا فيه التحرر معظم حصون الالتزام و التحفظ في في محاولة الوصول الى الحرية و لا يوجد مجال تظهر فيه هذه الحقيقة بقدر ماتظهر في مجال الجنس . إن المراهقين بصفة خاصة يقعون تحت ظغط رهيب من أقرانهم ليمارسوا الجنس قبل الزواج وليصدقوا الكذبة بأن الممارسة الجنسية هي حق مشروع لاي شاب وفتاة غير متزوجين وطريقة طبيعية جدا . وهكذا اصبحت هناك عبارات جديدة مثل ” الجنس الترفيهي ” منتشرة من مجتماعنا . و لكن هؤلاء الداعين لممارسة الجنس لا يقدمون رسالة الممارسات الا اخلاقية كاملة فهم لا يناقشون نتائج افعالهم الجسدية و النفسية بسبب عدوى هربز herps ولا امكانية امكانية العقم و ضعف الخصوبة بسبب عدوى كلاميديا chlamydia ناهيك عن أخطر الجميع و هو فيروس الايدز القاتل . إن الذين يسئون استخدام الجنس من المراهقين اما انهم يجهلون او يتجاهلون هذه الحقائق و يقولون :《 كل ما تجده ممتعا .. افعله ! 》 ويشيعون رسالتهم و شعارهم :《 لا تكن متزمتآ 》 و بهذا النوع من الضغط النفسي يأسرون غالبية المراهقين.
إننا بحاجة ماسة لكلمات صادقة للمراهقين لينادوا بالحياة الحقيقة الافضل .
وسائل الاعلام
و هي العامل المباشر لتفشي روح العنف داخل قلوب المشاهدين بالمشاهد العنيفة و الحادة التي تعرض في وقت الذروة و اغلب ساعات اليوم . وتعتبر الوسيلة العظمة التي يستخدمها ابليس من خلالها تبث رسائل تكون ممتعة للمشاهدين لكن في حقيقة الامر تزرع بداخل المشاهد قنبلة قادرة على الانفجار في اي لحظة ضعف
لو عندك سؤال او استفسار اكتبلنا في الفاسبوك وفما شكون يتواصل معاك