الله يعلن عن ذاته للبشر (الجزء الثالث)

[اقرأ

الجزء الثاني]

ظر عبره فرأى سربا من الطيور الصغيرة تجمّعت من أجل الدفء والحماية من الرياح الباردة. أراد المزارع مساعدتهم وفكّر أن يقودهم للحظيرة للاختباء هناك. حاول المزارع إخافتهم ليحوّلوا وجهتهم للحظيرة بدون فائدة. فكّر في خطّة جديدة فوضع البذور على الارض وكانت تقودهم إلى الحظيرة. مرّة أخرى لم تفهم الطيور. في الاخير، ذهب إلى الحظيرة وبدأ يقلّد تغريدها ليجتذبها نحوه ولكن مرّة أخرى لم تفهم الطيور. شعر المزارع بالإحباط وفهم أنّ الطيور لن تذهب إلاّ بقيادة طير مثلها. لو كان طيرا لاستطاع إقناعها وإنقاذها.

إنّ المسيحيّة تكلّمت عن نفس المبدأ من الكتاب المقدّس:

“إِنَّ اللهَ، فِي الأَزْمِنَةِ الْمَاضِيَةِ، كَلَّمَ آبَاءَنَا بِلِسَانِ الأَنْبِيَاءِ (الَّذِينَ نَقَلُوا إِعْلاَنَاتٍ) بِطُرُقٍ عَدِيدَةٍ وَمُتَنَوِّعَةٍ. أَمَّا الآنَ، فِي هَذَا الزَّمَنِ الأَخِيرِ، فَقَدْ كَلَّمَنَا بِالابْنِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، وَبِهِ قَدْ خَلَقَ الْكَوْنَ كُلَّهُ” عبرانيين 1: 1-2.

“وَالْكَلِمَةُ صَارَ بَشَراً، وَخَيَّمَ بَيْنَنَا، وَنَحْنُ رَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدَ ابْنٍ وَحِيدٍ عِنْدَ الآبِ، وَهُوَ مُمْتَلِىءٌ بِالنِّعْمَةِ وَالْحَقِّ” يوحنا 1: 14

لقد صنع الله الانسان وله خطّة وهدف ليشاركه مع البشر الذين خلقهم. هذا هو السرّ العظيم: إعلان الله عن مشيئته من أجل صالحنا ومن أجل مجد اسمه. قبل أن نكتشف كيف أعلن الله عن حقّه الالهي فإنّ أهمّ شيء يسترعي انتباهنا هو أن الله بعظمته وشموخه يعلن نفسه لن كلّنا. إنّه لأمر عظيم. إنّ إلهنا العظيم اللا متناهي اللا محدود يستخدم تواصلا محدودا من أجلنا نحن البشر الضعفاء والخطاة وحتّى نسترجع علاقتنا معه. (إن لم تنبهر بهذا الأمر فلا أشجّعك على مواصلة القراءة).

ليس من الضعف أن يقلّد رجل ناضج صوت طفل صغير أو يعمل أشياء طفوليّة ليعبّر له عن حبّه أو ليعلّمه شيئا. ليس من الضعف أن ينحني جندي قويّ ليمسك رضيعا. ليس من الضعف أن يرغب المزارع أن يكون مثل العصفور حتّى ينقذ الطيور من الموت. كذلك ليس من الضعف أن يتنازل الله لمستوانا من أجل أن يعطينا أهمّ احتياج لنا.

عند علاقاتك الحميمة ماهي الطريقة الاحسن في التواصل؟

  • المراسلة عن طريق الايميل او الفاسبوك
  • المراسلة عن طريق كتابة المساجات
  • التكلم في التلفون
  • التواصل عبر السكايب
  • الحديث وجها لوجه

    لمَ نعتبر غريبا أو غير مقدّسا أن يرغب الله في التواصل معنا بطريقة أعمق من الكلمات المكتوبة؟ لقد ذكرنا أنّه من الرائع تعامل الله مع أناس مثلنا وأنّ هذا سرّ عظيم. هل من الغريب أن يريد الله أن يعلن مجده ونعمته بطريقة أعمق؟

“فَمِنِ امْتِلاَئِهِ أَخَذْنَا جَمِيعُنَا وَنِلْنَا نِعْمَةً عَلَى نِعْمَةٍ، لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. مَا مِنْ أَحَدٍ رَأَى اللهَ قَطُّ. وَلَكِنَّ الابْنَ الْوَحِيدَ، الَّذِي فِي حِضْنِ الآبِ، هُوَ الَّذِي خَبَّرَ عَنْهُ” يوحنا 1: 16-18.

هذا ما قاله يسوع المسيح:

“كُلُّ شَيْءٍ قَدْ سَلَّمَهُ إِلَيَّ أَبِي. وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الابْنَ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْنُ، وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ. تَعَالَوْا إِلَيَّ يَاجَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ، وَتعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا الرَّاحَةَ لِنُفُوسِكُمْ. فَإِنَّ نِيرِي هَيِّنٌ، وَحِمْلِي خَفِيفٌ!»” متى 11: 27-30.

اقرأ

الجزء الرابع