المسيح مخلّص وإلّا بطل؟

في برشه مرّات وقت إلّي نحكي على شخص الرّب يسوع المسيح كيف ما هو مكتوب عنّو في الإنجيل، ونوصل لحدث الصليب نلقى برشه معارضة من النّاس إلّي قاعدين يسمعوا فيّ، وبالطبيعة يرجعوا للنّص الديني إلّي يؤمنوا بيه ويحاولوا يقنعوني إنّو المسيح ما تصلبش وراهو شبّه لهم أكهو، وراهو إلّي تصلب في بقعتو هو شخص آخر، وراهو ربّي خلّى الشخص هذا ولّى يشبهلوا باش يمنّع المسيح، وثمّه أشكون يقول الشخص هذا هو يهوذا الإسخريوطي وناس أخرين تقول إلّي هو بطرس الرّسول إلخ. نرجع بيهم للنّبؤات إلّي تقالت على صلب المسيح في سفر إشعياء وسفر زكريا وسفر المزامير وغيرها من أسفار الكتاب المقدس ومن بعد نرجع بيهم حتّى لكتابات اليهود إلّي كانو معاصرين لحدث الصلب كيما يوسيفوس ونرجع لبعض الكتابات الرّومانية وكتابات أباء الكنيسة ونرجع حتى للصّور متاع اللّقيات الأثرية وغيرها من الأدلّة، وحتّى كتشرحلهم إنّو ربّي ما يليقش بيه باش يكذب على النّاس ويخدعهم ويحطّلهم واحد آخر في بقعة المسيح يصلبوه ويقعدو مئات السنين وهوما مصدقين الكذبه هذي. وقدام السيل هذا متاع الأدلّة المفروض إنّو الانسان يراجع روحو شويّه، لكن بالحق النّافع ربّي.

 قعدت نسأل في روحي زعمه أعلاش النّاس ما تتفاعلش مع سيل الأدلة هذي؟ زعمه لها الدرجة العقلية متاعنا ترفض ما هو منطق في مقابل ماهو عقيدة؟ هذا ممكن لكن لقيت زادا سبب آخر يخلّي التّونسي يرفض قصّة الصليب، والسبب هو فكرة البطل المرسومة في ذهنه. 

فكرة البطل هي فكرة مهمه جدّا بالنسبة للفرد وبالنسبة للمجتمع زادا، فكرة البطل هي مقياس يعاونّا باش نقيموا السّلوك ونفرزو بين السلوك الباهي والسلوك الخايب، وهي إلّي تلهم الإنسان كيفاش يلزموا يتصرّف وكيفاش يلزموا يكون وكيفاش يلزموا يعيش، كل واحد فينا يحب يكون البطل بين أصحابو وفي عائلتو وفي أي مجموعة ينتمي ليها.

فكرة البطل تبنيها مجموعة من القيم الإجتماعية والنفسيّة، أما زادا مجموعة متاع إحتياجات أخرى، البطل متاع العصور القديمة هو هاك الراجل الصنديد الطويل العريض الخشين صاحب القوة الجسدية الرهيبة إلّي يقضي على الأعداء وينصر المجموعة إلّي ينتمي ليها (عنتر بن شداد، علي شورّب …).

البطل في عصرنا الحالي هو لاعب كرة القدم النّاجح إلّي يمتّع الجمهور بفازاتو وإلاّ الممثل والاّ الممثله إلّي يخدموا في هوليود وإلّا عارضة الازياء رشيقة القوام وإلّا ملكة جمال … إلخ

وقت إلّي جاء المسيح للأرض في المجيء الأول متاعو ما كانش بطل بالمعنى القديم متاع البطولة، لا هز سيف ولا قتل عباد ولا فك أرض ولا حرّر اليهود من الإستعمار الرّوماني كيف ما كانو يستنّاو. تقول كلمة ربّي:

”قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق إلى النصرة.“ متى12: 20

وحتّى وقت إلّي جبد واحد من التلامذة متاعو سيف باش يدافع عليه وقت إلّي حبّوا يشدّوه باش يحاكموه قالّو:

«رد سيفك إلى مكانه. لان كل الذين ياخذون السيف بالسيف يهلكون!“  متى26: 52

 وعلى خاطر ما كانش بطل في نظرهم ما قبلوهوش  وما عرفوش إنّو إلههم وملكهم إلّي خرّجهم من العبوديّة متاعهم في أرض مصر في العهد القديم.

ووقت إلّي تحكي على المسيح في مجتمعنا الحالي، الناس إلّي تسمع في الحكاية متاعو لا ترى فيه صاحب فلوس ولا صاحب نفوذ ولا صاحب عضلات ولا عندو ديار ولا كراهب ولاهو لاعب كرة قدم مشهور ولاهو ممثّل وإلّا عارض أزياء … إلخ 

المسيح في حد ذاته يقول عن نفسه:

«للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار وأما إبن الإنسان فليس له أين يسند رأسه».“ متى8: 20

بمنظورنا الأرضي البشري المحدود، المسيح ما عندوش البروفيل متاع البطل لا من منطلق التصويرة متاع البطل في العصور القديمة ولا في العصور الحديثة، هذاك أعلاش القصّة متاع ولادته وموته وقيامته من الموت ما تجذبناش، ونلوجولوا على تصويره أخرى فيها أكثر جاذبية كيما شبّه لهم.

في الوقت إلّي العالم القديم وإلّا الحالي يمجّد الأثرياء والأقوياء والمشهورين والمتكبرين نلقاو المسيح المتواضع، إلّي تقول عليه كلمة ربّي :

”فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضا: الذي اذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله. لكنه أخلى نفسه، أخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب.“ فيلبي2: 5 ـ 8

تولد ملك ملوك الارض في مكان متواضع أشبه بكوري وتقمّط وتحط في معلف متاع بقر، عاش فقير وهو إلّي غنى برشه عباد

”فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح انه من أجلكم إفتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره.“ 2 كورنثوس8: 9

ومن بعد مشى للصليب باش يدفع ثمن خطايانا ويغفر آثامنا ويصالحنا مع الله، تقول كلمة ربّي :

”ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. فبالاولى كثيرا ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب! لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت إبنه، فبالاولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته! وليس ذلك فقط، بل نفتخر أيضا بالله، بربنا يسوع المسيح، الذي نلنا به الآن المصالحة.“ رومية 5: 8 ـ 11

الحاجة إلّي يلزمنا نفهموها إنّو الصورة الذهنية للبطل هو تعبير عن إحتياجاتنا الدنيوية وتعبير عن عقدة النقص إلّي فينا، البطل هو الصورة العكسية متاعنا، البروفيل متاع البطل بالنسبة لإنسان غني وقوي ومشهور موش نفس البروفيل متاع إنسان فقير وضعيف ومحقور.

البطل يصنعوه النّاس كتعبير عن كرههم للضعف والعجز والفقر والقبح أما المسيح جاء للارض باش يعطي قوه للإنسان في عوض العجز وغنى في عوض الفقر وجمال في عوض القبح.

البطل يبقى بطل طالما الناس مازالوا بعاد عليه في عناصر التفوّق متاعو على خاطر اذا وصلوا كيفو هو ماعادش بطل، أما المسيح جاء باش يجعل كل من يؤمن بيه بطل.

وأنت يا إلّي تقرى في المقال هذا، تحتاج بطل يعبّر عن النقص إلّي فيك؟ وإلّا تحتاج مخلّص يكمّل النّقص إلّي فيك، ويجعل منك بطل؟

لو عندك سؤال على شخص الرب يسوع المسيح والّا على كلمة الله في الإنجيل تنجّم تتواصل معانا بالماسنجر على صفحة الفايسبوك Elmassihfitunis